اللغة :
المراد بالإملاء هنا الامهال واطالة المدة.
الإعراب :
شيئا مفعول مطلق ، أي شيئا من الضرر ، ولا يحسبن الذين كفروا (الذين) فاعل يحسبن. انما الأولى بفتح الهمزة (ان) تنصب الاسم وترفع الخبر. وما موصولة اسم ان. وخير خبرها. والمصدر المنسبك ساد مسد المفعولين ليحسبن ، تماما كما تقول : علمت ان زيدا قائم. وانما الثانية بكسر الهمزة مكفوفة عن العمل ، ومعناها الحصر. واللام في ليزدادوا لام الصيرورة والعاقبة ، أي فكانت عاقبة الاملاء ان ازدادوا اثما ، مثل فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا.
المعنى :
(وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً). سبق ان المشركين جمعوا الجموع ، وجهزوا الجيوش لمحاربة الرسول (ص) ، وان المنافقين كانوا يؤازرونهم ، ويدسون الدسائس على المسلمين. وفي هذه الآية وصف الله سبحانه كلا من المنافقين والمشركين بالعتو والحرص على معاندة الحق وحربه ، وكان النبي (ص) يحزن ويتألم من صنيعهم هذا ، فقال له الجليل : لا تحزن .. انهم لن ينالوا منك ولا من المسلمين ولا من دين الله كثيرا ولا قليلا ، وان أمرهم سيضمحل ، وتزول شوكتهم ، أما دينك فسيعظم شأنه ، وتعلو كلمته .. وهكذا كان ، فلم تمض الأيام ، حتى مكن الله للإسلام في شرق الأرض وغربها ، ومحق الذين كانوا بالأمس يسارعون في عدائه وحربه.
(يُرِيدُ اللهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ). هذا مصير كل من تمادى في الغي ، ولم يرتدع عنه ، حتى مات عليه.