اللغة :
اختلاف الليل والنهار تعاقبهما ، ومجيء كل منهما خلف الآخر. والمراد باللب هنا العقل ، لأن اللب من كل شيء خيره وخالصه ، وخير ما في الإنسان عقله. والخزي الاهانة. والمراد بالميعاد هنا الوعد.
الإعراب :
الذين يذكرون بدل من أولي الألباب. وقياما وقعودا حال. وعلى جنوبهم في محل نصب على الحال أيضا ، أي ومضطجعين. وباطلا حال من هذا ، ويجوز أن يكون صفة لمفعول مطلق محذوف ، أي ما خلقت هذا خلقا باطلا. وان آمنوا (ان) بمعنى أي مفسرة لما قبلها ، مثل كتبت اليه ان افعل كذا ، أي افعل كذا. وتحسن الاشارة إلى انه جاء في القرآن الكريم (انّنا) بالنونات الثلاث ، كما في الآية (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا). وجاء فيه أيضا (انّا) بحذف احدى النونين من أن ، مثل قوله تعالى : (إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) ـ ١٠٤ الأنبياء». وعليه يصح ان نقول ونكتب : انّا وانّنا.
المعنى :
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ). عرضنا الأدلة العقلية على وجود الله سبحانه عرضا وافيا عند تفسير الآية ٢٢ من سورة البقرة ، فقرة «التوحيد» ثم أشرنا اليها ثانية عند تفسير الآية ١٦٤ من السورة المذكورة ، وهي بمعنى الآية التي نحن بصددها ، ولمكانها هنا نعود إلى الموضوع بايجاز ، وبأسلوب آخر :
ان أفضل الطرق لمعرفة الله سبحانه هو الطريق الذي استدل به جل وعلا على وجوده ، ويتلخص بأن ينظر العاقل الى الكون ، ويتفكر بإمعان في عجائبه وأسرار ما فيه من إتقان وإبداع ، فيرى ان كل ما فيه ينبئ عن قصد وغاية ،