وقولهم : نحن شعب الله المختار ، أي ان الله لهم وحدهم ، وانه خلق الناس جميعا عبيدا لهم .. ولم يكتفوا بهذا ، حتى دفعهم الجهل والغرور الى القول : ان الله فقير ونحن أغنياء.
أجل ، لا أحد أغنى وأقدر منهم إطلاقا على الاختلاق ، والتمويه ، والتزوير ، فبالأمس القريب أشاعوا وأذاعوا ، وملأوا الشرق والغرب صراخا وعويلا ان العرب يعدون العدة للهجوم عليهم ، في حين كانوا ومن يساندهم من دول الاستعمار يبيتون المكر والغدر ، ويدبرون عملية الاغتيال والهجوم على العرب ، وبعد أن أحكموا الخطة نفذوها على حين غرة ، واقترفوا من المظالم والمآثم ما أنسى الناس أعمال هتلر وجنكيز خان.
هذه صورة مصغرة من مزاعم اليهود ، ذكرناها على سبيل المثال ، لا الحصر والإحصاء .. وهل تحصى مزاعم إسرائيل الكاذبة ، وفضائحها الآثمة؟.
وتسأل : إذا كانت هذه هي حال إسرائيل فكيف استطاعت أن تقيم دولة مضى عليها أكثر من عشرين عاما حتى الآن؟.
الجواب : ان دول الاستعمار هي التي صنعت إسرائيل لحماية مصالحها في الشرق ، وليس لليهود من الدولة الا الاسم ، أما بقاؤها الى اليوم فلبقاء الاستعمار الذي ضرب عليها خيمة من الأوكسجين .. وهو في طريقه الى الزوال ، وان طال الزمن ، وبديهة ان صنيع الشيء يزول بزواله.
وان سألت كيف سلّط الله الطغاة الكافرين على عباده الموحدين تجد الجواب في فقرة «نكسة ٥ حزيران» عند تفسير الآية ١٣٨ من سورة آل عمران.
(بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ). لا من يشهد لنفسه بنفسه ، وبديهة ان الله سبحانه لا يزكي الا من تشهد له أفعاله بالتزكية .. والآية ، وان نزلت في اليهود ، فإنها تشمل كل من يزكي نفسه ، لأن اللفظ عام ، والعبرة بعموم اللفظ ، لا بسبب النزول .. وقد أثبتت التجارب ان ما من أحد يزكي نفسه الا لجهله وغروره ، أو لنقص فيه يحاول إخفاءه ، ولكن بشهادة غير مقبولة ، حتى عند نفسه لأنه يعلم كذبها.