اللغة :
الخصيم هنا بمعنى المدافع ، أي لا تكن مدافعا ومحاميا للخائنين ، ويوضحه قوله تعالى : (وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ). ويختانون أنفسهم ، أي يخونونها ، لأن وبال الخيانة يعود عليها ، كما تقول للمجرم : قد ظلمت نفسك. والخوان مبالغة في الخيانة. ويستخفون يتسترون حياء أو خوفا. ويبيتون يدبرون ويزورون. وجادلتم عنهم ، أي دافعتم ، وفي فقرة «المعنى» نفرق بين السوء والإثم والخطيئة.
الاعراب :
أراك الله رأى هنا بمعنى الرأي ، وتعدت الى مفعولين بسبب الهمزة ، والمفعول الأول الكاف ، والمفعول الثاني ضمير محذوف ، وتقديره بما أراكه الله. واللام في (للخائنين) معناها شبه التمليك ، مثل جعل لكم من أنفسكم أزواجا ، وقال ابن هشام في المغني : «تأتي اللام بمعنى عن». وهذا المعنى أليق بهذه اللام. ها أنتم (ها للتنبيه) ، وأنتم مبتدأ. وهؤلاء خبر. وجملة جادلتم عطف بيان وتفسير لهؤلاء. وام من عطف على فمن يجادل الله. ولولا حرف يدل على امتناع الشيء لوجود غيره. وفضل مبتدأ ، وخبره محذوف ، أي لولا فضل الله عليك موجود.
المعنى :
من تتبع التفاسير ، وتأمل في هذه الآيات ، وتدبّر معانيها يطمئن الى انها نزلت في رجل من المسلمين سرق متاعا ، ورمى بجريمته بريئا ، وان قوم السارق وأقاربه ذهبوا الى النبي (ص) ، وحاولوا أن يقنعوه بشتى الأساليب ان يدافع عن صاحبهم ، ويبرئه من السرقة ، وانه إذا لم يفعل ذلك هلك صاحبهم ، وكاد النبي يستجيب لدعوة هؤلاء المضللين ، ولكن الله سبحانه رفق بأمين وحيه ،