السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٥) فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (٣٦) فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٣٧))
اللغة :
الاصطفاء الاختيار ، والمراد بمحرر هنا الخالص لخدمة الله وعبادته ، ومريم في اللغة العبرية خادم الرب ، والمحراب هو المسمى عند أهل الكتاب بالمذبح ، وهو مقصورة في مقدم المعبد يصعد اليها بسلّم ، وعند المسلمين مقام الإمام في المسجد.
الإعراب :
نوح اسم أعجمي ، وفيه علتان توجبان منعه من الصرف ، وهما العلمية والعجمة ، ولكن لما كان ثلاثيا ساكن الوسط كان خفيفا في التلفظ ، ولذا صرف مثل هند ، وعمران ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة ، ولو كان عربيا لمنع أيضا لزيادة الألف والنون ، وذرية منصوب على انه بدل من آل ابراهيم وآل عمران ، ويجوز أن يكون حالا منهما ، وبعضها من بعض مبتدأ وخبر ، والجملة صفة ذرية ، وإذ ظرف متعلق بمحذوف تقديره اذكر ، ومحرّرا حال