من (ما فِي بَطْنِي) وأنثى حال ، ونباتا مفعول مطلق بمعنى إنباتا كي يطابق الفعل ، وهو أنبتها.
المعنى :
(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ). قال محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي في تفسيره الكبير المسمى بالبحر المحيط ، قال : «قرأ عبد الله وآل محمد على العالمين». وسواء أصحت هذه القراءة ، أم لم تصح فإن آية التطهير : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ـ ٣٣ الأحزاب». ان هذه الآية كافية وافية في الدلالة على اصطفاء الله لآل محمد ، ومنزلتهم وعظمتهم .. ان محمدا (ص) أفضل الأنبياء جميعا ، فآله أيضا أفضل الآل جميعا ، بل ان علماء أمته كأنبياء بني إسرائيل ، أو أفضل من أنبياء بني إسرائيل ، ولا أذكر لفظ الحديث ، فبالأولى إذا كان العلماء من آله الأطهار بشهادة الله تعالى.
ومهما يكن ، فقد ابتدأ الله سبحانه بذكر آدم ، لأنه أبو البشر الأول ، وثنى بنوح ، وهو أبو البشر الثاني ، لأن جميع سكان الأرض من نسله وحده ، من أولاده الثلاثة : سام ، وحام ، ويافث ، حيث قضى الطوفان على جميع الناس إلا نوحا .. واصطفى الله كلا من آدم ونوح بشخصه ، ولذا لم يقترن اسمهما بآل ، أما ابراهيم وعمران فقد اصطفاهما مع الآل .. وكما ان آدم ونوحا هما أبوا البشر فان ابراهيم أبو الأنبياء جميعا بعد نوح ، حيث لا نبي منذ ابراهيم إلا من نسله.
والظاهر ان المراد بعمران في قوله : (آل عمران) هو أبو مريم جد عيسى لا أبو موسى الكليم ، لتكراره في الآية الثانية : (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ) فهو نظير تكرار الاسم في جملتين وردتا في سياق واحد ، نحو أكرم زيدا ان زيدا رجل صالح ، وعلى هذا يكون المراد بآل عمران السيد المسيح وأمه مريم ، وقيل : انه كان لعمران أبي موسى الكليم بنت اسمها مريم أكبر من موسى سنا ، وان بين