أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (٣٩) قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (٤٠) قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (٤١))
اللغة :
هنا اشارة الى القريب ، وهنالك الى البعيد ، وهناك لما بينهما ، والأصل ان يشار بها إلى المكان ، وقد يشار بها إلى الزمان ، ولدن ظرف مكان ، وتستعمل في الزمان ، وهي مبنية ، ولا يدخل عليها من حروف الجر إلا من ، والذرية تطلق على الواحد ، وما فوق ، وسيد القوم رئيسهم ، ويطلق على الشريف والعالم ، على شريطة أن لا يكونا منافقين ، لحديث : «لا تقولوا للمنافق سيدا» (١). والحصر الحبس ، والمراد بالحصور هنا الذي يمنع نفسه عن النساء ، أو عن المعاصي والشهوات ، مع القدرة عليها ، والرمز الاشارة ، والعشي ظرف زمان من الزوال الى الغروب ، والإبكار من الفجر إلى الضحى.
الإعراب :
جملة هو قائم حال من الهاء في نادته ، وجملة يصلي صفة لقائم ، أو حال من الضمير في قائم ، ومصدقا حال من يحيى ، وجملة بلغني الكبر حال ، ومثلها جملة امرأتي عاقر ، وكذلك خبر مبتدأ محذوف ، أي الأمر كذلك ، أو صنع
__________________
(١) رأيت هذا في تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.