إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (١٢٠) وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٢١))
اللغة :
النصب التعب. والمخمصة المجاعة وامرأة خمصانة ضامرة البطن. والموطئ الأرض.
المعنى :
(ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ). ما كان لأهل المدينة ، اللفظ إخبار ، ومعناه النهي أي لا يجوز لهم التخلف ، وكلمة محمد اسم لشخص الرسول الأعظم (ص) ، والمراد بها هنا دين الله والحق ، لأن دين الحق مجسم في شخصه الكريم. ونصرة الحق تجب على كل مسلم ، ولا تختص بأهل المدينة ومن حولهم ، وانما خص هؤلاء بالذكر لقربهم وجوارهم ولمناسبة الحديث عن غزوة تبوك ، والمعنى ان على كل مسلم أن يناصر الحق ، ويكافح الباطل ، ولا يؤثر منافعه ومصالحه على دين محمد متعللا بالكواذب كما فعل المنافقون.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ). ذلك إشارة الى النهي عن التخلف ، والقعود عن جهاد المبطلين وكفاحهم ، والظمأ العطش ، والنصب التعب ، والمخمصة الجوع ، والموطئ الأرض .. وآلم شيء للإنسان ان تطأ أقدام عدوه تراب بلده ووطنه مسلما كان أو غير مسلم ، اللهم