اللغة :
الابتئاس الحزن. والفلك السفينة ، ويستوي فيه الواحد والجمع. والمقيم الدائم.
الإعراب :
المصدر المنسبك من انه نائب فاعل لأوحي. والا من قد آمن (من) في موضع نصب على الاستثناء المنقطع لأن الكفر غير الايمان. وكلما (ما) مصدرية ظرفية أي مدة مرور الملأ عليه ، والظرف متعلق بسخروا منه. وتعلمون هنا تتعدى الى مفعول واحد لأنها بمعنى تعرفون. ومن يأتيه مفعول لتعلمون ، وهي اسم موصول ، وقيل : استفهام بمعنى أينا.
المعنى :
(وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ). أنبأ الله نوحا (ع) بأن مهمته قد انتهت بعد أن أدى الرسالة على وجهها ، وألقى الحجة على من أعرض وتولى ، وانه لن يستجيب له أحد بعد الآن ، وعزّاه الله سبحانه عن ذلك ، لأن نوحا قد تألم وحزن لاصرارهم على الشرك.
(وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ). بأعيننا كناية عن حفظه تعالى ورعايته ، والمراد بوحينا أمره وتعاليمه ، بعد أن أمره الله بصنع الفلك نهاه عن التوسل اليه في شأن الذين ظلموا أنفسهم ، لأن كلمة العذاب قد حقت عليهم أجمعين.
(وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ) لأنه صنعها في فلاة من الأرض بعيدا عن الماء .. سخروا وضحكوا لأنهم أيقنوا بأنه لا شيء وراء ما يبصرون ، وهذا هو شأن الجاهل يركن الى الظاهر ، ولا يدخل في حسابه ما وراءه من تقدير وتدبير. وقيل : ان قوم نوح ما رأوا سفينة قبل