بالصيحة صوت الصاعقة. وجاثمين ساقطين على وجوههم. وغني بالمكان أقام فيه.
الإعراب :
هذه مبتدأ وناقة الله خبر ، ولكم حال مقدم من آية ، وآية حال من ناقة الله ، والعامل فيه اسم الاشارة لأنه بمعنى أشير فيأخذكم منصوب بأن مضمرة بعد الفاء. وأيام أصلها ايوام ، ثم قلبت الواو ياء ، وأدغمت الياءان. فصارت أيام. ومن خزي معطوف على نجينا أي ونجيناهم من خزي ، وكأن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف أي كأنهم لم يغنوا.
المعنى :
(وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ). تقدمت في سورة الأعراف الآية ٧٣ ج ٣ ص ٣٤٩.
(فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ). أمرهم صالح (ع) ان يتركوا الناقة وشأنها ، فعقروها ولم يكترثوا ، فأنذرهم بنزول العذاب بعد ثلاثة أيام. وعن ابن عباس انه تعالى أمهلهم هذه المدة ترغيبا لهم في الايمان والتوبة ، ولكنهم أصروا على الكفر لأنهم لم يصدقوا صالحا بوعده ووعيده.
(فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ). وبعد ثلاثة أيام نزل العذاب ، فسلم المؤمنون ، وهلك الكافرون بعد ان قامت عليهم الحجة .. وهذه نهاية كل من لج وتمادى في الغي والفساد.
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ). قال هنا : فأخذ الذين ظلموا الصيحة ، وقال في الآية ٧٨ من سورة الأعراف : فأخذتهم الرجفة. ووجه الجمع ان الصيحة أحدثت في قلوبهم الخوف والرجفة. (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) أي كأنهم لسرعة زوالهم