والمراد من الطرف الأول الصبح ، والطرف الثاني الظهر والعصر. والزلف من الليل الساعات الأولى منه ، وواحدها زلفة وسميت بذلك لقربها من النهار ، والمراد بها هنا المغرب والعشاء.
الإعراب :
اختلف النحاة وأهل التفسير في إعراب لمّا في قوله تعالى : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ). فقيل : هي بمعنى الا. وقيل : ان اللام داخلة على خبر ان وما بمعنى الذي ، والتقدير ان كلا للذي هو ليوفينهم أعمالهم ، وقال ابن هشام في كتاب «المغني» : الأولى عندي ان لما بمعنى لم ومجزومها محذوف أي لم يوفوا أعمالهم الى الآن ، وسيوفونها ، وقيل غير ذلك ، وأيسر الأوجه ان تكون بمعنى الا. ومن تاب في موضع رفع عطفا على الفاعل في استقم ، ويجوز النصب على ان تكون مفعولا معه. وفتمسكم النار منصوب بأن مضمرة جوابا للنهي ، والمصدر المنسبك مبتدأ ، وخبره محذوف أي فمس النار كائن أو حاصل لكم. وطرفي النهار ظرف منصوب بأقم. وزلفا عطف عليه.
المعنى :
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ). المراد بالكتاب هنا التوراة ، وقد اختلف فيه قوم موسى ، فمنهم من آمن به ، ومنهم من كفر ، وهكذا كل أمة قديما وحديثا لم تتفق كلمتها على نبيها ومرشدها الناصح الأمين ، بل كان بنو إسرائيل يقتلون أنبياءهم ، حتى الذين آمنوا بموسى حرفوا التوراة من بعده ، وأحيوا البدع والضلالات .. اذن ، فلا عجب إن آمن بك يا محمد قوم ، وكفر بك آخرون.
(وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ). المراد بكلمة الله قضاؤه بتأخير العذاب ، وضمير بينهم يعود الى المختلفين في كتاب التوراة ، وقد شاءت حكمته تعالى ألا يستأصلهم بعذاب الدنيا (وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ). ما زال