بالتاء بدلا عنها ، وقال أبو البقاء وأبو حيان الأندلسي : لا يجوز الجمع بين التاء والياء ، فلا يصح يا أبتي ، وقيل : التاء للتفخيم مثل تاء علّامة ونسابة. وأحد عشر من الأعداد المركبة ، وهي مبنية على الفتح صدرا وعجزا من أحد عشر إلى تسعة عشر ، ما عدا (اثنا عشر واثنتا عشرة) فان الصدر يعرب بالألف رفعا ، وبالياء نصبا وجرا ، أما العجز فيبنى على الفتح. وكوكبا تمييز. ورأيتهم تكرار لرأيت لطول الكلام ، وأعاد ضمير (هم) على الكواكب لأنها سجدت ، والسجود من صفات العقلاء. وساجدين حال لأن الرؤية هنا بصرية ، وليست قلبية كي تتعدى إلى مفعولين. وفكيدوا منصوب بإضمار ان على جواب النهي ، وكاد تتعدى بنفسها تارة ، وبغيرها تارة ، تقول : كاده وكاد له ، كما تقول شكرتك وشكرت لك. وكيدا مفعول مطلق. وكذلك الكاف بمعنى مثل في موضع نصب صفة لمفعول مطلق محذوف أي اجتباء مثل ذلك. وابراهيم واسحق بدلان من أبويك.
المعنى :
(إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ). يوسف هو ابن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم الخليل (ع) ، ويسمى يعقوب إسرائيل أيضا ، وكان معناه آنذاك عبد الله ، أما اليوم فإن إسرائيل عبد الاستعمار وقاعدته.
وفي ذات يوم رأى يوسف رؤيا قصها على أبيه يعقوب ، وهي انه رأى في منامه ١١ كوكبا والشمس والقمر سجدا له ، فعلم أبوه ان هذه رؤيا صادقة ، واستبشر بمستقبل ولده الذي كان يعزه ويؤثره. وفي جملة من التفاسير ان عمر يوسف كان إذ ذاك سبع سنين. ولا نعرف مصدرا صحيحا لهذا التحديد ، ولكنه كان غلاما يافعا بهي الطلعة ، جميل الهيئة ، يضرب المثل بحسنه وجماله ، كما يظهر من مجرى القصة وحوادثها ، أما الكواكب فهم اخوته في التأويل ، والشمس والقمر أبواه ، ويشعر بذلك قوله : «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا» ويأتي التفصيل.