صحابة النبي (ص) لأنهم هم الذين فرحوا به عند نزوله ، والمراد بالأحزاب أهل الأديان الذين تحزبوا وتعصبوا ضد الإسلام ، فإنهم يكفرون ببعض القرآن ويؤمنون ببعض. والمآب المرجع. والواقي الحافظ.
الإعراب :
قال المفسرون : ان سيبويه أعرب مثل الجنة مبتدأ ، والخبر محذوف أي فيما يتلى عليكم مثل الجنة ، والمعنى ان وصف الجنة هو ما ذكرناه في القرآن. والتي عطف بيان من الجنة ، والعائد على الاسم الموصول محذوف أي وعد بها المتقون ، وجملة تجري حال من الجنة. وأكلها دائم مبتدأ وخبر ، وظلها أي وظلها دائم. ومن الأحزاب خبر مقدم ، ومن ينكر مبتدأ مؤخر. وحكما حال من هاء أنزلناه ، وعربيا صفة للحكم. والمصدر المنسبك من ان يأتي اسم كان.
المعنى :
(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها). لما ذكر سبحانه عقاب الكافرين ذكر ثواب المتقين ، كما هو شأنه تعالى في المقارنة بين الضدين والمتشابهين ، وثواب المتقين الجنة بنعيمها الدائم أنهارا وثمارا وظلالا (تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا). تلك إشارة الى الجنة ، والعقبى المنقلب والمصير ، والمتقون هم الذين يناصرون الحق وأهله ، ويقاومون الباطل وأهله ، وفي بعض الأخبار : ان الايمان فوق الإسلام ، والتقوى فوق الايمان ، واليقين فوق التقوى والمراد باليقين الثقة بالله ، والتوكل عليه.
(وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ). وليس المراد بالكافر هنا خصوص من جحد بالله أو أشرك به ، بل كل من عاند الحق ، وهو به عليم .. فقد جاء في كثير من الأخبار ان النفاق كفر ، والرياء شرك. وقد وصف سبحانه الظالمين بالكفر في الآية ٩٩ من الاسراء : (فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً) كما وصف الكافرين والمشركين بالظلم في العديد من الآيات.