وأهل الضمير والوجدان لا يهتمون الا بقيمتهم أمام ضميرهم ، وأمام الناس الطيبين من أمثالهم الذين يشاركونهم الايمان بالمثل والقيم الانسانية ، أما قيمتهم عند من لا ضمير له ، ولا يرى الا نفسه وصالحه فلا يهتمون بها على الإطلاق ، بل يتهمون أنفسهم ، ويتوبون الى الله إذا رضي عنهم المفسدون.
وفي يقيني ان أكثر الناس سعادة هم أهل المبادئ الحقة الذين لا يعملون الا بما استراحت اليه ضمائرهم.
وتقول : ان كثيرا من الناس يشعرون بالسعادة إذا وجدوا ما يبتغون ، ومع ذلك لا يؤمنون بقيمة ولا مبدأ .. وهل السعادة الا شعور الإنسان بأنه يجد ما أراد؟ وهل الشقاء الا الاحساس بحرمانه مما يريد؟.
الجواب : أولا ان حديثنا مقصور منذ البداية على أهل الضمير دون غيرهم ، وهؤلاء لا ضمير لهم. ثانيا : ان كثيرا من الذين يجاهرون بإنكار القيم يقرونها في قرارة أنفسهم ، ولكن لما غلبت عليهم شقوتهم حاولوا إخفاء هذا الغلب والعجز بإنكار ما يقرون ويؤمنون ، وقالوا كاذبين على أنفسهم : لو كان هناك قيم لالتزمنا بها وحرصنا عليها ، تماما كما ينكر المجرم جريمته وهو على يقين منها.