من أعدى أعداء الله ورسوله ، لأن الدين نور ، والخرافة ظلمات ، والدين صراط الله الحميد ، والظلم صراط الشيطان الرجيم.
وتسأل : تقول الآية ٣٣ من سورة التوبة : «هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون». ومعنى هذا في ظاهره ان الله أرسل محمدا بقصد أن يكون دينه فوق الأديان ، فما هو وجه الجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى : (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ)؟.
الجواب : أولا ان المراد بالدين في قوله : ليظهره على الدين هو الشرك بدليل قوله : ولو كره المشركون. ثانيا : ان الأديان في عهد محمد (ص) كانت كلها ظلمات ، حتى السماوية منها لعبت بها أيدي التحريف. ثالثا : ان إعلاء دين محمد هو إعلاء للحق الذي يعلو ولا يعلى عليه ، ومهما يكن فإن أي مبدأ ينتفع به الناس بجهة من الجهات فانه يلتقي في هذه الجهة مع دين الله ، ودعوة محمد رسول الله (ص).
(اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ). تكرر هذا في كتاب الله عشرات المرات ، والقصد التذكير بأن الله هو خالق الكون ، والمسيطر على من فيه وما فيه. ثم ذكر سبحانه جزاء الكافرين ، وطرفا من صفاتهم :
١ ـ (وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ). هذا وعد ووعيد للكافر على كفره ، وان جزاءه الهلاك والعذاب الأليم ، قال الرازي : انما خصهم بالويل لأنهم يولون من العذاب ، ويقولون : يا ويلاه.
٢ ـ (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ). هذا أول وصف للكافرين وهو انهم يؤثرون الباطل على الحق ، والظلم على العدل ، والفساد على الصلاح .. وكل من كان كذلك فهو كافر ، أو يلتقي مع الكافرين في عمله ، وعليه ما عليهم من اللعنة والعذاب ، وان صلّى وصام ، وحج الى بيت الله الحرام.
٣ ـ (وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) فيمنعون الناس عن طريق الحق والهداية ، وكانوا بذلك ضالين مضلين ، وفاسدين مفسدين.
٤ ـ (وَيَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ). وعوجا تشير إلى انهم يتوصلون الى غاياتهم بأساليب ملتوية ومحرمة ، كالكذب والغش والمؤامرات والتعاون