المعنى :
بعد أن أشار سبحانه في الآيات السابقة الى المشركين وانهم حللوا ما حرم الله ، وحرموا ما أحل ، احتج عليهم بإبراهيم (ع) الذي يقدسونه ، ويوجبون الاقتداء به ، وقد وصفه بالصفات التالية :
١ ـ (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً) واختلفوا في تفسير الأمة ، ونقل الرازي أربعة أقوال ، أرجحها قولان : الأول ان ابراهيم كان يعدل أمة بما فيها. الثاني انه كان إماما ، ومهما يكن فإن المراد بالأمة هنا انه كان عظيما (١).
٢ ـ (قانِتاً لِلَّهِ) أي مطيعا له.
٣ ـ (حَنِيفاً) مستقيما متبعا الحق تاركا الباطل.
٤ ـ (وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ). هذا رد على المشركين الذين يدعون انهم على ملة ابراهيم.
٥ ـ (شاكِراً لِأَنْعُمِهِ) قد أخلص الشكر لله فيما أنعم عليه.
٦ ـ (اجْتَباهُ) اختاره للنبوة.
٧ ـ (وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) وهو دين الإسلام ، لا اليهودية ولا النصرانية : (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ـ ٦٦ آل عمران».
٨ ـ (وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) وهي تعظيم جميع أهل الأديان له ، واعترافهم بنبوته.
٩ ـ (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) تلبية لدعوته حيث قال : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) ـ ٨٢ الشعراء».
(ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ). هذا دليل
__________________
(١). قال صاحب «روح البيان» عند تفسير هذه الآية : جاء في الحديث «الحسين سبط من الأسباط» أي أمة من الأمم لأن السادات من نسل ولده زين العابدين. ثم قال صاحب «روح البيان» : ان جماعة في زمانه قالوا الحسين نبي .. ونحن لم نسمع بهذا من قبل. ولا ريب انه كفر والحاد.