فكأنما صلى خلف رسول الله صلىاللهعليهوآله».
وروى الصدوق في كتاب إكمال الدين بسنده فيه عن ابى الحسن الليثي عن الصادق عن آبائه عليهمالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله (١) قال : «ان أئمتكم قادتكم الى الله فانظروا بمن تقتدون في دينكم وصلاتكم».
وتؤيده الأخبار العامة مثل قوله صلىاللهعليهوآله (٢) : «ان العلماء ورثة الأنبياء». وقوله صلىاللهعليهوآله (٣) «علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل». وما دل من الاخبار على فضل العلماء على من سواهم (٤) وقوله عزوجل «إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ» (٥) واحتجاج الله عزوجل على الملائكة في تفضيله آدم وجعله خليفة بكونه أعلم منهم (٦) وأمثال ذلك كما لا يخفى على الناقد البصير ولا ينبئك مثل خيبر.
وظاهر إيراد الصدوق هذه الأخبار التي قدمنا نقلها عنه في باب الجماعة هو القول بمضمونها بمقتضى قاعدته في صدر كتابه حيث انه لم ينقل رواية ابى عبيدة المذكورة ، إلا انه نقل عن أبيه في رسالته اليه قبل إيراد هذه الأخبار انه قال : اعلم يا بنى ان أولى الناس بالتقدم في جماعة أقرؤهم للقرآن فان كانوا في القراءة سواء فأفقههم فإن كانوا في الفقه سواء فأقدمهم هجرة فان كانوا في الهجرة سواء فأسنهم فإن كانوا في السن سواء فأصبحهم وجها. وصاحب المسجد أولى بمسجده. انتهى. وهذه عين عبارة كتاب الفقه التي قدمناها.
والذي يقرب عندي ان هذه الأخبار الدالة على تقديم الاقرأ إنما خرجت
__________________
(١) مستدرك الوسائل الباب ٢٣ من صلاة الجماعة.
(٢ و ٤) أصول الكافي كتاب فضل العلم ، وفي الوسائل الباب ٨ من صفات القاضي.
(٣) البحار ج ١ ص ٧٦ وكفاية الطالب للكنجى ص ٢٣٩. وفي المقاصد الحسنة للسخاوى ص ٢٨٦ أنكره شيخنا ـ يعنى ابن حجر العسقلاني ـ وقبله الدميري والزركشي وقال بعضهم لا يعرف في كتاب معتبر.
(٥) سورة البقرة الآية ٢٤٨.
(٦) سورة البقرة الآية ٢٨ إلى ٣٢.