الثقلين ، والبائت في فراش الرّسول في ليلة الهجرة وقاية لسيد الكونين ، والّذي علّمه النبيّ «صلىاللهعليهوآله» ألف باب ينفتح له من كل باب ألف ألف باب (١) ، فتقديم غيره عليه يكون من تقديم الظلمات على النّور ، وتقديم الّذين لا يعلمون على الّذين يعلمون وقال الله تعالى : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)(٢).
وقال تعالى : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ)(٣).
وقال عزوجل : (فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ)(٤).
* إنتخاب الإمام أمره الى الله تعالى :
ان هذه الوجيزة وان لم تكن لبيان أدلّة الإمامة بل لبيان فضائلهم ، ولكن نشير اليها هنا إجمالا فنقول : يشترط في النبيّ والإمام أن يكون معصوما عن الخطأ وعن الرجس ، عقلا ونقلا.
فأمّا العقل فإنّه لا يجوّز أخذ معالم الدّين عن غير المعصوم ، لأنّه لو لا عصمته لم يحصل الإطمئنان فيما يخبر به من الأحكام عن الله تعالى بأنّه لم يخطىء ولم يكذب وأمّا الأدلّة النقليّة فقد ذكرت مفصلة في الكتاب الكلاميّة ولا يعرف شخص المعصوم إلّا الله تبارك وتعالى : لأنّه العالم بالسّر والخفيّات.
وقد عيّن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في الغدير بأمر من الله عليّ بن
__________________
(١) راجع كتاب العبقات للعلّامة الجليل السيد مير حامد حسين «قدّس الله روحه» فانه قد بيّن مصادر كثيرة لهذه الأحاديث من طرق السنّة.
(٢) الزّمر : ٩.
(٣) فاطر : ٢٠.
(٤) النّساء : ٩٨.