الرحلتين ، رحلة الشتاء الى اليمن ورحلة الصّيف إلى الشّام ، وكانوا يحملون من مكّة الادم واللّب وما يقع في ناحية البحر من الفلفل وغيره ، ويشترون بالشّام الثياب والدرمك والحبوب ، وكانوا يتألفون في طريقهم ويترقبون في الخروج ، في كلّ ناحية رئيسا من رؤساء قريش ، وكان معاشهم من ذلك ، فلمّا بعث الله رسوله إستغنى عن ذلك ، لأنّ النّاس وفدوا على رسول الله «ص» وحجّوا إلى البيت ، فقال : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)(١).
أقول : لا شكّ في أن وفور النعمة وحصول الأمن في تلك البلاد وفي جميع العالم بواسطة الإسلام الّذي جاء به رسول الله ، رسول الرّحمة محمّد «صلىاللهعليهوآلهوسلم» وبواسطة خلصائه من أهل بيته «عليهمالسلام» فلو عمل المسلمون بالإسلام لصلح أمر دنياهم وآخرتهم كما أشارت فاطمة «عليهاالسلام» في خطبتها في طلب ردّ فدك.
سورة الماعون
قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) (١)
٨١٤ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا الحسن بن علي بن زكريّا بن عاصم عن الهيثم عن عبد الله الرمادي قال : حدّثنا عليّ بن موسى بن جعفر «عليهماالسلام» عن أبيه عن جدّه «صلوات الله عليهم أجمعين» في قوله عزوجل : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) ، قال : بولاية أمير المؤمنين عليّ «عليهالسلام» (٢).
__________________
(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٤٤٤.
(٢) البرهان ص ١٢٢٠.