بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين الّذي جعلنا من أمّة خاتم النّبيّن وأشرف المرسلين ، الّذي أنزل عليه القرآن وجعله هدى للمتّقين ، وجعل التّمسّك به وبأهل بيت نبيّه معا سببا للنّجاة في يوم الدّين ، وصلّى الله على سيّد الكائنات أبي القاسم محمّد وآله الطّاهرين ، الّذين جعلهم الله أئمّة وهداة مهديّين.
وأسأل الله تعالى شأنه أن يوفّقنا للإقتداء بهم والحشر معهم ومع الشّهداء والصّدّيقين والصّالحين.
* السبب الداعي الى تأليف هذا الكتاب :
إنّ الله تبارك وتعالى أمر بمودّة ذوي القربى في قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(١).
واكّد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في الحديث المتواتر على التّمسّك بالكتاب والعترة ، وإليك نصّه ، في ما رواه الترمذي في صحيحه ، قال : قال جابر بن عبد الله الأنصارى : رأيت رسول الله «صلىاللهعليهوسلم» في حجّة الوداع يوم عرفة على ناقتة القصوى (٢) يخطب فسمعته يقول : «إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن
__________________
(١) الشورى : ٢٣.
(٢) في مجمع البحرين : سمّيت بذلك لسبقها.