قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٢٠)
٥٠٧ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبن سنان عن أبي عبد الله «عليهالسلام» قال : لمّا أمر الله نبيّه أن ينصب أمير المؤمنين للنّاس في قوله : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ،) في عليّ بغدير خم ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فجائت الأبالسة الى إبليس الأكبر وحثّوا التراب على وجوههم ، فقال لهم إبليس : ما لكم ، قالوا : إنّ هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلّها شيىء إلى يوم القيامة ، فقال لهم إبليس : كلّا إنّ الّذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني ، فأنزل الله على رسوله : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ)(١).
قوله تعالى : (وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) (٢٣)
٥٠٨ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن أبن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي العباس المكبّر ، قال : دخل مولى لامراة علي بن الحسين على أبي جعفر «عليهالسلام» يقال له أبو أيمن ، فقال : يا أبا جعفر ، تغرّون النّاس وتقولون : شفاعة محمّد ، شفاعة محمّد ، فغضب أبو جعفر «عليهالسلام» حتّى تغيّر وجهه ، ثمّ قال : ويحك يا أبا أيمن ، أغرّك عن عفو بطنك وفرجك ، أمّا لو رأيت افزاع يوم القيامة ، لقد احتجت إلى شفاعة محمّد «ص» ، ويلك فهل يشفع إلّا لمن وجبت له النّار ، ثمّ قال : ما من أحد من الأولين والآخرين إلّا وهو محتاج الى شفاعة محمّد رسول الله «ص» يوم القيامة ، ثمّ قال أبو جعفر «عليهالسلام» : انّ لرسول الله الشفاعة في امّته ، ولنا الشفاعة في شيعتنا ، وليشيعتنا الشفاعة في أهاليهم ، ثمّ قال : وإنّ المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر ، وإنّ المؤمن ليشفع حتّى الى خادمه فيقول : يا ربّ حقّ خدمتي
__________________
(١) البرهان ج ٣ ص ٣٥٠ ح ٢ وتفسير القمي ج ٢ ص ٢٠١.