والاخرى من زمرّد والاخرى من زبرجد واخرى من مسك واخرى من عنبر ، واخرى من كافور ، وتلك الدرجات من هذه الاصناف ، ومن رعى حق قربى محمّد وعليّ اعطي من فضل الدرجات وزيادة المثوبات على قدر زيادة فضل محمد وعليّ على ابوي نفسه (١).
قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) (٨٤)
٥٠ ـ قال الامام العسكري «عليهالسلام» : فاذكروا بني اسرائيل حين أخذنا ميثاقكم على اسلافكم وعلى كل من يصير اليه الخبر بذلك من اخلافكم الذين انت فيهم ، لا تسفكون دمائكم ، لا يسفك بعضكم دماء بعض ، ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ، لا يخرج بعضكم بعضا من ديارهم ، ثم اقررتم بذلك الميثاق كما اقرّ به اسلافكم ، والتزموه كما التزموه وانتم تشهدون بذلك على اسلافكم وانفسكم ، ثم انتم معاشر اليهود تقتلون انفسكم ، يقتل بعضكم بعضا ، وتخرجون فريقا منكم من ديارهم غصبا وقهرا ، (تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ) تتظاهرون عليهم ، يظاهر بعضكم بعضا على اخراج من تخرجونه من ديارهم ، وقتل من تقتلون منهم بغير حق بالإثم والعدوان ، بالتعدّي وتتعاونون وتنظاهرون (يَأْتُوكُمْ) ، يعني هؤلاء الذين يخرجونكم أن يرموا إخراجهم وقتلهم ظلما أن يأتوكم أسارى ، قد أسّرهم أعدائكم وأعدائهم تفادوهم من الاعداء بأموالكم وهو محرّم عليكم ، لأنّه لو قال : الرأي إن المحّرم إنّما هو مفاداتهم ، ثم قال عزوجل : (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ) وهو الذي اوجب عليكم المفاداة ، (وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) ، وهو الذي حرّم عليكم قتلهم وإخراجهم ، فقال : فاذا كان قد حرّم الكتاب قتل النفوس ، والاخراج من الديار كما فرض فداء الاسرى فما بالكم تطيعون
__________________
(١) البرهان ج ١ ص ١٢١ ح ١٣ وتفسير الامام : ١١٢.