عظيم في الآخرة بما كان من كفرهم بالله وبكفرهم بمحمّد رسول الله «ص» (١).
قوله تعالى : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (١٤)).
٢٠ ـ أبن شهر آشوب روى عن الباقر «عليهالسلام» ، انها نزلت في ثلاثة لمّا قام النبي بالولاية لأمير المؤمنين ، اظهروا الإيمان والرّضا بذلك فلمّا خلوا باعداء أمير المؤمنين (قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ)(٢).
قوله تعالى : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ... صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (١٧)).
٢١ ـ قال موسى بن جعفر «عليهالسلام» : مثل هؤلاء المنافقين كمثل الذي استوقد نارا ابصر بها ما حوله ، ذهب الله بنورهم بريح ارسلها فأطفأها أو مطر ، وكذلك مثل هؤلاء المنافقين لما اخذ الله عليهم من البيعة لعلي بن ابي طالب واعطوا ظاهرها شهادة أن لا اله الّا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وانّ عليا وليه ووصيه ووارثه وخليفته في أمّته ، وقاضي دينه ، ومنجز عداته ، والقائم بسياسة عباد الله مقامه ، فورث موارث المسلمين بها ، ونكح في المسلمين بها ، فوالوه من اجلها ، واوجبوا من اجلها الدفاع بسببها ، واتخذوها اخا يصونون عنه انفسهم بسماعهم منه لها ، فلمّا جاءت الموت وقع في حكم ربّ العالمين ، العالم بالإسرار الذي لا تخفى عليه خافية ، فأخذهم بعذاب باطن كفرهم ، فذلك حين ذهب بنورهم وصاروا في ظلمات عذاب الله ، ظلمات احكام الآخرة ، لا يرون منها خروجا ، ولا يجدون عنها محيصا ، ثم قال : صمّ : يعني يصمّون في الآخرة في عذابها ، بكم :
__________________
(١) البرهان ١ / ٥٨.
(٢) المناقب ٣ / ٩٤.