قال : سألت أبا عبد الله «عليهالسلام» عن قول الرجل للرجل : جزاك الله خيرا ، ما يعني ، فقال أبو عبد الله «عليهالسلام» : إنّ خيرا نهر في الجنّة ، مخرجه من الكوثر ، والكوثر مخرجه من ساق العرش ، عليه منازل الأوصياء ، وشيعتهم ، على حافتي النّهر جوارى نابتات ، كلّما قلعت واحدة نبتت اخرى ، سمّي بذلك النّهر ، وذلك قوله تعالى : (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ،) فاذا قال الرجل لصاحبه : جزاك الله خيرا ، فانما يعني بذلك المنازل الّتي قد أعدّه الله عزوجل لصفوته وخيرته من خلقه (١).
سورة الواقعة
قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (١١)
٦٤٦ ـ محمد بن ابراهيم النعماني قال : أخبرنا علي بن الحسين عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الراضي عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقّي ، قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمّد «عليهالسلام» : جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ،) قال : نطق الله بهذا يوم ذرء الخلق في الميثاق ، قبل أن يخلق الخلق بألف سنة ، فقلت : فسّر لي ذلك ، فقال : إنّ الله عزوجل لمّا أراد أن يخلق الخلق من طين رفع لهم نارا ، وقال لهم : أدخلوها فكان أوّل من دخلها محمّد وأمير المؤمنين والحسن والحسين والتسعة من الأئمّة إمام بعد إمام ، ثمّ اتّبعهم شيعتهم ، فهم والله السّابقون (٢).
قوله تعالى : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ
__________________
(١) البرهان ص ١٠٧٦ والروضة ص ٢٣٠ ح ٢٩٨.
(٢) البرهان ص ١٠٧٦ والغيبة للنعماني ص ٢٤٢ ح ٣٩.