السفياني بعثا الى المدينة فينفر المهدي منها الى مكّة ، فيبلغ أمير جيش السفياني على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكّة خائفا يترقب على سنّة موسى بن عمران قال : وينزل جيش أمير السفياني البيداء فينادي مناد من السماء : يا بيداء بيدي القوم ، فيخسف بهم البيداء ، فلا يفلت منهم إلّا ثلاثة نفر يحوّل الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب ، وفيهم نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا) على عبدنا ، يعني القائم ، من قبل أن نطمس وجوها فنردّها على أدبارها (١).
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ...) (٤٨)
١٦١ ـ العياشي عن جابر عن أبي جعفر «عليهالسلام» قال : امّا قوله : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ،) يعني أنّه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي ، وأمّا قوله : (وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ،) يعني لمن والى عليا (٢).
١٦٢ ـ الشيخ الصدوق «ره» في من لا يحضره الفقيه بإسناده إلى أمير المؤمنين «عليهالسلام» قال : ولقد سمعت حبيبي رسول الله «ص» يقول : لو أنّ المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب ، ثم قال : من قال لا إله إلّا الله باخلاص فهو بريء من الشرك ، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة ، ثمّ تلى هذه الآية : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ،) من شيعتك ، ومحبّيك يا علي ، قال أمير المؤمنين : فقلت : يا رسول الله هذا لشيعتي؟ قال : أي وربّي إنّه لشيعتك (٣).
قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ
__________________
(١) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤٤.
(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤٥.
(٣) من لا يحضره الفقيه ج ٤ ص ٢٩٥ في حديث ٧٢.