يعرف الله عزوجل كما أنّ بواسطة الوجه يعرف صاحب الوجه ، ويستفاد من هذا الحديث واحاديث متظافرة أن الله تعالى لا يقبل عمل العباد إلّا بالاقرار بولايتهم «ع».
٢ ـ عن الامام أبي عبد الله «عليهالسلام» في قول الله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) قال : فاتحة الكتاب من كنز العرش فيها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، الآية التي تقول فيها : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً) ، و (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) دعوى أهل الجنة حين شكروا الله حسن الثواب ، و (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال جبرئيل : ما قالها مسلم قط الّا صدّقه الله وأهل سماواته ، (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) اخلاص العبادة ، (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) أفضل ما طلب به العباد حوائجهم ، (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ، صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) صراط الأنبياء وهم الّذين أنعم الله عليهم ، (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) اليهود ، (وَلَا الضَّالِّينَ) النّصارى (١).
٣ ـ عن أبي عبد الله الصادق «عليهالسلام» في الصراط : وهو الطريق الى معرفته عزوجل وهما صراطان ، صراط في الدنيا ، وصراط في الآخرة ، فأمّا الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفترض طاعته ، من عرفه في الدّنيا واقتدى به مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة ، ومن لم يعرفه في الدّنيا زلّت قدمه على الصراط في الآخرة فتردّى في نار جهنّم (٢).
أقول : ورد في موارد متعددة في تفسير الصراط المستقيم بأنّه أمير المؤمنين أو ولايته أو هو والأئمة من أولاده ، ويأتي في محلّه ، والصّراط المستقيم هو السبيل والطريق الذي اذا سلكه أحد يوصله الى السعادة ، واذا انحرف عنه يقع في الهلكة ،
__________________
(١) تفسير العياشي ج ١ / ص ٢٢.
(٢) معاني الأخبار ص ٣٢ ح ١.