في آخر الزّمان ، ويبيد الجبابرة والفراعنة ، ويملأ الأرض شرقا وغربا ويملأها عدلا كما ملئت جورا (١).
قوله تعالى : (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) (٦)
٤٥٠ ـ قال علي بن ابراهيم وهم الذين غصبوا آل محمّد حقّهم وقوله : منهم أي من آل محمّد ، (ما كانُوا يَحْذَرُونَ ،) أي من القتل والعذاب ، وقد ضرب أمير المؤمنين «عليهالسلام» في أعدائه مثلا مثل ما ضرب الله في اعدائهم فرعون وهامان ألا وقد قتل الله فرعون وهامان وخسف الله بقارون وأنما هذا مثلا لأعدائه الّذين غصبوهم حقّهم ، فأهلكهم الله ، ثمّ قال علي «عليهالسلام» على أثر هذا المثل الذي ضربه : وقد كان لي حقّا حازه دوني من لم يكن له ، ولم أكن أشركه فيه ، ولا توبة له إلّا بكتاب منزّل ، أو برسول مرسل وأنّى له برسالة بعد رسول الله «ص» ولا نبيّ بعد محمّد «صلىاللهعليهوآله» فأنّى يتوب وفي برزخ القيامة غرته الأماني ، (وغره بالله الغرور ، وقد أشفى) (عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ،) وكذلك مثل القائم «عليهالسلام» في غيبته وهرابه واستتاره مثل موسى خائف مستتر الى أن يأذن الله في خروجه وطلب حقّه وقتل اعدائه في قوله : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ،) وقد ضرب الله بالحسين بن علي «عليهماالسلام» مثلا في بني إسرائيل بذّلتهم من اعدائهم (٢).
أقول : وقد اختصرنا هذا الحديث.
قوله تعالى : (فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ
__________________
(١) البرهان ج ٣ ص ٢٢٠ ح ١.
(٢) البرهان ج ٣ ص ٢٢٠ وتفسير القمي ج ٢ ص ١٣٣ ـ ١٣٤.