ووصفوا بالصّبر ، فقال جلّ ثنائه : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ ،) فعند ذلك قال رسول الله «ص» : الصّبر من الايمان كالرأس من الجسد ، فشكر الله عزوجل ذلك له ، فانزل الله عزوجل : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ ، وَما كانُوا يَعْرِشُونَ ،) فقال : البشرى وانتقام (١).
قوله تعالى : (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (١٥٧)
٢٢٤ ـ علي بن ابراهيم بإسناده عن أبي عبد الله «عليهالسلام» قال : النور في هذا الموضع أمير المؤمنين والأئمّة «عليهمالسلام» (٢).
٢٢٥ ـ محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن ظريف وعلي بن محمد عن صالح بن أبي جمادي عن بكر بن صالح عن عبد الرحمن بن صالح عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليهالسلام» : أنّ أبا جعفر قرأ اللوح الّذي أهداه الله إلى رسول الله الّذي فيه أسم النّبي وأسامي الأئمّة وأكمل ذلك بأبنه م ح م د ، رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى ، وصبر أيوب ، فيذّل أوليائه في زمانه ويتهادى رؤسهم كما يتهادى رؤس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين تصبغ الارض بدمائهم ويغشوا الويل والرنّة في شأنهم ، أولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع كلّ فتنة عمياء هندس ، وبهم اكشف الزلازل ، وأرفع الإصار والأغلال ، (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)(٣).
قوله تعالى : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (١٥٩)
__________________
(١) اصول الكافي ج ٢ ص ٨٨ ح ٢ واية «وجعلنا منهم» في سورة السجدة / آية ٢٤.
(٢) تفسير القمي ج ١ ص ٢٤٢.
(٣) نور الثقلين ج ٢ ص ٨٣ ـ البقرة / ١٥٧ وراجع العيون : ١ / ٤٤ واكمال الدين : ص ٣٠٤.