تخلّف عنها غرق (١).
قوله تعالى : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ ...) (٨٦)
٢٧١ ـ الكافي : الحسين بن محمد عن معّلى بن محمد عن عليّ بن اسباط عن صالح بن حمزة عن أبيه عن أبي بكر الحضرمي قال : لمّا حمل أبو جعفر «ع» الى الشام الى هشام بن عبد الملك فصار ببابه ، قال لأصحابه ومن كان بحضرته من بني أميّة : إذا رأيتموني قد وبّخت محمد بن علي ثمّ رأيتموني قد سكتّ فليقبل عليه كلّ رجل فليوبّخوه ، ثمّ أمر أن يؤذن له ، فلمّا دخل عليه أبو جعفر «عليهالسلام» قال بيده : السّلام عليكم فعمّهم جميعا بالسلام ، ثم جلس فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام عليه بالخلافة وجلوسه بغير إذنه ، فأقبل يوبخه ويقول فيما يقول له : يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شقّ عصا المسلمين ودعا إلى نفسه وزعم إنّه الامام سفها وقلّة علم ، وأبخّه بما أراد ان يوبخه ، فلمّا سكت أقبل اليه القوم رجل بعد رجل يوبخه ، حتّى انقضى آخرهم ، فلمّا سكت القوم نهض عليهالسلام قائما ثمّ قال : أيّها النّاس أين تذهبون وأين يراد بكم ، بنا هدى الله أوّلكم ، وبنا ختم آخركم ، فأن يك لهم ملك معجل فإنّ لنا ملك مؤجل ، وليس بعد ملكنا ملك ، لأنّا أهل العاقبة ، والعاقبة للمتقين ، فأمر به الى الحبس ، فلمّا صار الى الحبس تكلّم فلم يبق في الحبس رجل إلّا ترشفه وحنّ اليه ، فجاء صاحب الحبس الى هشام فقال له : يا أمير المؤمنين أنّي خائف من أهل الشام أن يحولوا بينك وبين مجلسك هذا ، ثمّ اخبره بخبره ، فأمر به فحمله على البريد هو وأصحابه ليردّوا الى المدينة ، وأمر أن لا يخرج لهم الأسواق وحال بينهم وبين الطعام والشراب ، فساروا ثلاثا لا يجدون طعاما ولا شرابا حتّى أنتهوا مدين فأغلق باب المدينة دونهم ، فشكى أصحابه الجوع والعطش ، قال : فصعد
__________________
(١) الخصال ص ٥٧٣.