١٩ ـ الامام العسكري «عليهالسلام» قال : قال رسول الله «ص» : ايّكم وقى نفسه نفس رجل مؤمن البارحة ، فقال عليّ «ع» : أنا هو يا رسول الله وقيت بنفسي نفس ثابت بن شماس الأنصاري ، فقال رسول الله «ص» : حدّث بالقصة أخوانك المؤمنين ، ولا تكشف عن أسماء المنافقين الكائدين لنا ، فقد كفاكم الله شرّهم ، وأخّرهم للتوبة لعلّهم يتذكرون ويخشون ، فقال علي «ع» : اني بينا اسير في بني فلان بظاهر المدينة وبين يديّ بعيدا مني ثابت بن قيس إذ بلغ ببئر عادية عميقة بعيدة القعر وهناك رجل من المنافقين فدفعه ليرميه في البئر فتماسك ثابت ثم علا فدفعه والرجل لا يشعر بي حتى وصلت اليه وقد اندفع ثابت في البئر ، فكرهت ان اشتغل بطلب المنافقين خوفا على ثابت ، فوقعت في البئر لعليّ اخذه ، فنظرت فاذا أنا قد سبقته الى قرار البئر ، فقال رسول الله «ص» : وكيف لا تسبقه وأنت اوزن منه ، ولو لم يكن من رزانتك الّا ما في جوفك من علم الأولين والآخرين الذي اودعه الله رسوله لكان من حقك ، أن تكون اوزن من كل شيىء ، فكيف كان حالك وحال ثابت ، قال : يا رسول الله فسرت الى البئر واستقررت قائما وكان ذلك سهل عليّ من خطائي التي كنت اخطوها رويدا رويدا ، ثم جاء ثابت فانحدر فوقع على يديّ وقد بسطتهما اليه ، وخشيت أن يضرني سقوطه عليّ أو يضرّه ، فما كان الّا كطاقة ريحان تناولته بيدي ، ثم نظرت فاذن ذلك المنافق ومعه آخران على شفير البئر ، وهو يقول لهما : اردنا واحدا فصار اثنين ، فجاءوا بصخرة فيها مأة من فأرسلوها فخشيت أن تصيب ثابت فاحتضنته وجعلت رأسه الى صدري وانخيت عليه ، فوقعت الصخرة على مؤخر رأسي ، فما كانت الّا كترويحة بمروحة تروحت بها في حماوة القيظ ، ثم جاءوا بصخرة أخرى فيها قدر ثلاثمائة من فأرسلوها علينا ، وانخيت على ثابت فاصابت مؤخر رأسي ، فكان كماء صبّ على رأسي وبدني في يوم شديد الحرّ ، ثم جاءوا بصخرة ثالثة فيها قدر خمسمائة من ،