نفسي ، فجاء الى مسجد الخيف فجمع النّاس ثمّ قال : نصر الله إمرء إستمع مقالتي فوعاها أو بلّغها من لم يسمعها ، فربّ حامل فقه وليس بفقيه ، وربّ حامل فقه الى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرء مسلم ، إخلاص العمل لله ، والنّصيحة لأئمّة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم ، أيّها النّاس إنّي تارك فيكم ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ولن تزلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللّطيف الخبير ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض كإصبعي هاتين ، وجمع بين السّبّابتيه ، ولا أقول : كهاتين ، وجمع بين سبّابته والوسطى فتفضل هذه على هذه (١).
سورة اللهب
قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) (٥)
٨٢٢ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ،) قال : أي خسرت لمّا اجتمع مع قريش في دار الندوة وبايعهم على قتل محمّد رسول الله «ص» وكان كثير المال ، فقال الله : (ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ ، سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) عليه فتحرقه وامرأته ، قال : كانت أمّ جميل بنت صخر وكانت تنم على رسول الله وتنقل احاديثه الى الكفّار ، حمّالة الحطب ، أي احتطبت على رسول الله ، في جيدها أي في عنقها حبل من مسد ، أي من النّار ، وكان إسم أبي لهب عبد مناف ، فكنّاه الله ، لأنّ منافا صنم
__________________
(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٤٤٦.