بن محمّد عن أبيه عن جدّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب «صلوات الله عليهم» قال : جاء يهودي الى النّبي «ص» فقال : يا محمّد ، أنت الّذي تزعم أنّك رسول الله وأنّه اوحى إليك كما اوحى الى موسى بن عمران ، قال : نعم ، أنا سيّد ولد آدم ولا فخر ، أنا خاتم النّبيين وإمام المتّقين ورسول ربّ العالمين ، فقال : يا محمّد ، الى العرب أرسلت أم الى العجم أم إلينا ، قال رسول الله «ص» : الى النّاس كافّة ، وسئله اليهودي عن مسائل وأجابه عنها وفي كلّ جواب مسئلة يقول اليهودي له صدقت ، فكان فيما سأله أن قال : أخبرني عن فضلك على النّبيين وفضل عشيرتك على النّاس ، فقال النّبي «ص» : أمّا فضلي على النّبيين ، فما من نبيّ إلّا دعى على قومه وأنا أخرت دعوتي شفاعة لأمّتي يوم القيامة ، وأما فضل عشيرتي وأهل بيتي وذريّتي كفضل الماء على كلّ شيء ويحيى ، كما قال ربّي تبارك وتعالى : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ،) ومحبّة أهل بيتي وعشيرتي وذريّتي يستكمل الدين ، قال : صدقت يا محمّد (١).
قوله تعالى : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ ...) (٧٣)
٣٧٨ ـ الكافي في حديث عبد العزيز بن مسلم عن الإمام أبي الحسن الرضا «عليهالسلام» أنّه قال : إنّ الإمامة أجلّ قدرا ، وأعظم شأنا وأعلى مكانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن يبلغها النّاس بعقولهم ، أو ينالوا بارائهم ، أو يقيموا إماما باختيارهم ، إنّ الإمامة خص الله بها ابراهيم الخليل بعد النّبوة والخلّة مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرّفه بها ، واشاد بها ذكره ، فقال : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ،) فقال الخليل «عليهالسلام» سرورا بها : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ،) قال الله تبارك وتعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي
__________________
(١) البرهان ج ٣ ص ٥٩ والاختصاص ص ٣٣.