ابن عباس في قوله عزوجل : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ ،) قال : علي بن أبي طالب «عليهالسلام» (١).
قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (٣٥)
٦١٤ ـ الشيخ «ره» في أماليه قال : أخبرنا الحفّار قال : حدّثنا اسماعيل قال : حدّثنا أبي جندل قال : حدّثنا مجاشع بن عمرو عن ميسرة بن عبد الله عن عبد الكريم الخزري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، أنّه سئل عن قول الله عزوجل : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ،) قال : سئل قوم النّبي ، فقالوا : فيمن نزلت هذه الآية يا نبيّ الله ، قال : إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ، ونادى مناد : ليقم سيّد المؤمنين ، فيقوم علي بن أبي طالب «عليهالسلام» فيأتي الله واللواء من النّور الأبيض بيده ، تحته جميع السابقين والأولين من المهاجرين والأنصار ، لا يخالطهم غيرهم ، حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة ، ويعرض الجميع عليه ، رجلا رجلا ، فأوتي أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم ، قيل لهم : قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنّة ، إنّ ربّكم يقول : عندي مغفرة وأجر عظيم ، يعني الجنّة ، فيقوم عليّ بن أبي طالب والقوم تحت لوائه معه حتّى يدخل الجنّة ، ثمّ يرجع الى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين ، فيأخذ نصيبه منهم الى الجنّة ، ويترك أقواما الى النّار ، وذلك قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)(٢) يعني السابقين الأولين والمؤمنين وأهل الولاية ، وقوله : (وَالَّذِينَ
__________________
(١) البرهان ص ١٠٢٥.
(٢) الآية هكذا : «وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ» سورة الحديد / (١٩).