يرحمكم الله أطعمونا ممّا رزقكم الله ، فقام علي «عليهالسلام» وأعطاه الثلث الثّاني ، ثمّ جاء أسير ، فقال الأسير : رحمكم الله أطعمونا ممّا رزقكم الله ، فقام عليّ «عليهالسلام» وأعطاه الثلث الباقي ، وما ذاقوها ، فأنزل الله هذه الآية (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ،) الى قوله : (وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ،) في أمير المؤمنين «عليهالسلام» وهي جارية في كلّ مؤمن فعل ذلك بنشاط فيه (١).
أقول : وقد روى هذه القصّة الشيخ الصدوق مفصّلا ، وقد رواه الخاص والعام ومعلوم عندهم بأنّ هذه الآيات نزلت في عليّ وأهل بيته «عليهمالسلام» ، وقد ذكر صاحب البرهان عن الشيخ المفيد ومحمد بن خالد البرقي ومحمد بن العباس هذه القصّة.
قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) (٢٣)
٧٣٣ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي «عليهالسلام» قال : قلت : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً ،) قال : بولاية عليّ تنزيلا ، قلت : هذا تنزيل ، قال : لا تأويل ، وقال : قلت : (إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ ،) قال : الولاية ، قلت : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ ،) قال : في ولايتنا (٢).
قوله تعالى : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) (٣٠)
٧٣٤ ـ سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن السيّاري قال : حدّثنا غير واحد من أصحابنا عن أبي الحسن الثالث قال : إنّ الله تبارك وتعالى جعل قلوب
__________________
(١) البرهان ص ١١٦٣ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٩٨.
(٢) اصول الكافي ١ / ٤٣٥ في حديث ٩١.