بمكان ولا تدركه الأبصار والأوهام (١).
قوله تعالى : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (٣١) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) (٣٢)
٧٣١ ـ قال علي بن ابراهيم انّه كان سبب نزولها انّ رسول الله «ص» دعا الى بيعة عليّ يوم غدير خم ، فلمّا بلّغ النّاس وأخبرهم في عليّ ما أراد الله أن يخبرهم به ، وجمع النّاس ، فاتّكى معاوية على المغيرة بن شعبة وأبي موسى الاشعري ، ثمّ أقبل يتمطّى نحو أهله ، ويقول : والله لا نقرّ لعليّ بولايته أبدا ، ولا نصدّق محمّدا مقالته فيه ، فأنزل الله جلّ ذكره : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ، وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ، أَوْلى لَكَ فَأَوْلى)(٢).
سورة الدّهر أو الإنسان
قوله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (٥) عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (٦) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (٧) وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (٨) إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً) (٩)
٧٣٢ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن عبد الله بن ميمون القدّاح عن أبي عبد الله «عليهالسلام» قال : كان عند فاطمة شعير فجعلوها عصيدة ، فلمّا أن طبخوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال : رحمكم الله أطعمونا ممّا رزقكم الله ، فقام عليّ «عليهالسلام» فأعطاه ثلثها ، فلم يلبث أن جاء يتيم ، فقال اليتيم :
__________________
(١) البرهان ص ١١٦١ وتوحيد الصدوق ١١٧ ـ ١١٨ ح ٢١.
(٢) البرهان ص ١١٦٢ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٩٧.