عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا ،) قلت : فكان يومئذ حجّة على زكريا في تلك الحالة وهو في المهد ، فقال : كان عيسى في تلك الحال آية للنّاس ورحمة من الله لمريم حين تكلم فعبّر عنها وكان نبيّا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال ، ثمّ صمت فلم يتكلّم حتّى مضت له سنتان ، وكان زكريّا حجّة الله عزوجل على النّاس بعد ما صمت عيسى سنتين ، ثمّ مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبيّ صغير ، أما تسمع قوله : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ،) فلمّا بلغ عيسى سبع سنين تكلم بالنبوّة والرسالة حين اوحى الله تعالى اليه ، فكان عيسى الحجّة على يحيى وعلى النّاس أجمعين ، وليس تبقى الارض يا أبا خالد يوما واحد بغير حجّة الله على النّاس منذ خلق الله آدم وأسكنه الارض ، فقلت : جعلت فداك كان عليّ حجّة من الله ورسوله على هذه الأمّة في حياة رسول الله ، فقال : نعم ، يوم أقامه للنّاس ونصبه علما ودعاهم الى ولايته ، وأمرهم بإطاعته ، قلت : وكانت طاعة عليّ واجبة على النّاس في حيوة رسول الله وبعد وفاته ، فقال : نعم ، ولكنّه صمت فلم يتكلم مع رسول الله ، وكانت الطاعة لرسول الله «ص» على الأمّة وعلى عليّ «عليهالسلام» في حيوة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وكانت الطاعة من الله ومن رسوله على النّاس كلّهم لعليّ «عليهالسلام» بعد وفات رسول الله «ص» وكان عليّ حكيما عالما (١).
قوله تعالى : (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (٣٧)
٣٥٧ ـ العياشي عن جابر الجعفي عن أبي جعفر «عليهالسلام» يقول : الزم الأرض لا تحرك يدك ولا رجلك أبدا حتّى ترى علامات أذكرها لك ، في سنة ترى
__________________
(١) اصول الكافي ج ١ ص ٣٨٢ ح ١.