لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) (١٨)
٥٩٨ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن سليمان بن مسلم الخشّاب قال : حججنا مع رسول الله «ص» حجّة الوداع فأخذ بحلقة باب الكعبة ، ثمّ أقبل بوجهه ، فقال : ألا أخبركم بأشراط السّاعة ، وكان أدنى النّاس منه يومئذ سلمان «رحمة الله عليه» ، فقالوا : بلى يا رسول الله ، فقال : من أشراط السّاعة ، أضاعة الصلوات واتباع الشهوات ، والميل الى الأهواء ، وتعظيم أصحاب المال ، وبيع الدّين بالدنيا ، فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه ، كما يذاب الملح في الماء ، ممّا يرى من المنكر فلا يستطيع ان يغيّره ، قال سلمان : أنّ هذا لكائن يا رسول الله «ص» ، قال : اي والّذي نفسي بيده يا سلمان إنّ عنده أمراء جورة ، ووزراء فسقة ، وعرفاء ظلمة ، وأمناء خونة ، فقال سلمان : وإنّ ذلك لكائن يا رسول الله «ص» ، فقال : اي والّذي نفسي بيده يا سلمان ، إنّ عندها يكون المنكر معروفا ، والمعروف منكرا ، ويؤتمن الخائن ، ويخون الأمين ويصدّق الكاذب ، ويكذّب الصادق ، قال سلمان : وإنّ هذا لكائن يا رسول الله «ص» ، قال : والّذي نفسي بيده ، فعندها يكون إمارة النساء ، ومشاورة الإماء ، وقعود الصبيان على المنابر ، ويكون الكذب ظرفا ، والزّكاة مغرما ، والغش مغنما ، ويجفو الرجل والديه ، ويبرّ صديقه ، ويطلع الكوكب المذنب ، قال سلمان : وانّ هذا لكائن يا رسول الله «ص» قال : اي والّذي نفسي بيده يا سلمان وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ، ويكون المطر غيظا ، وتغيض الكرام غيظا ، ويحتقر الرجل المعسر ، فعندها لا تقارب الأسواق ، اذا قال هذا لم أبع شيئا ، فقال هذا لم أربح ، فلا ترى إلّا ذام لله الى آخر الخبر ، وانما ذكرنا هذا الحديث لدلالته على فضل رسول الله «ص» بأنّه أخبر بما يقع بعده والكثير ممّا في هذا الحديث قد وقع فصلّى الله عليه وعلى آله الطّاهرين (١).
__________________
(١) البرهان ص ١٠١٢ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٠٣.