قال : لما نزلت : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ،) أي رهطك المخلصين ، دعا رسول الله بني عبد المطّلب ، وهم أذ ذاك أربعون رجلا وينقصون رجلا ، فقال أيّكم يكون أخي ووارثي ووزيري ووصيّ وخليفتي فيكم بعدي ، وعرض ذلك عليهم رجلا رجلا كلّهم يأبى ذلك حتّى أتى إليّ ، فقلت : أنا يا رسول الله ، فقال : يا بني عبد المطلب هذا وارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي ، فقال القوم يضحك بعضهم الى بعض ، ويقول لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام (١).
وروى مثله عن أحمد بن حنبل في مسنده.
قوله تعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧) الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) (٢١٩)
٤٣٦ ـ ابن بابويه «ره» حدّثنا محمد بن الحسين العطار قال : حدّثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري قال : أخبرنا محمد بن زكريا القلابي البصيري ، قال : حدّثنا محمد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الانصاري ، قال : سئل رسول الله «ص» أين كنت وآدم في الجنّة ، قال : كنت في صلبه ، وهبط الى الأرض ، وأنا في صلبه ، وركبت السفينة في صلب نوح ، وقذف بي في النّار في صلب أبي ابراهيم ، لم يلتق أبوان على سفاح قط ، لم يزل الله ينقلني في الأصلاب الطيّبة الى الارحام الطاهرة هاديا مهديا ، حتى أخذ الله بالنّبوة عهدي ، وبالاسلام ميثاقي ، وبيّن كلّ شىء من صفتي ، وأثبت في التوراة والإنجيل ذكري ، ورقى بي إلى سمائه ، وشقّ لي أسما من أسمائه ، أمّتي الحمّادون ، فذو العرش محمود ، وأنا محمد ، قال
__________________
(١) البرهان ج ٣ ص ١٩٠ ح ٢ وعلل الشرايع ص ١٧٠ وراجع امالي الشيخ : ص ٢٠ ـ ٢١ وراجع سعد السعود لإبن طاوس ص ١٠٥.