وقد مرّ احاديث هذا الموضوع بعضها في تفسير الآية الثالثة ، أى آية اكمال الدين واتمام النعمة ، وحسب ما يستفاد من الاحاديث كان نزول آية الإكمال بعد نزول آية التبليغ ، وتبليغ الرسول الأعظم للنّاس ولاية عليّ أمير المؤمنين عليهما أفضل الصلاة والسلام.
قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) (٥٦)
١٩٤ ـ في كتاب الإحتجاج عن أمير المؤمنين «عليهالسلام» قال : الهداية هي الولاية كما قال الله عزوجل : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ،) والّذين آمنوا في هذا الموضع هم المؤمنون على الخلائق من الحجج والأوصياء في عصر بعد عصر (١).
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) (٦٧)
١٩٥ ـ الصدوق في اماليه بإسناده الى أبن عباس يروي حديثا طويلا فيه : فأنزل الله تبارك وتعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ،) فقال رسول الله «ص» : تهديد ووعيد بعد وعيد لأمضيّن أمر الله ، فان يتّهموني ويكذّبوني فهو أهون عليّ من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة ، قال : وسلّم جبرئيل على عليّ بإمرة المؤمنين ، فقال عليّ «عليهالسلام» : يا رسول الله أسمع الكلام ولا أحسّ الرؤية ، قال : يا عليّ هذا جبرئيل أتاني من قبل ربّي بتصديق ما وعدتم ، أمر رسول الله «ص» رجلا فرجلا من الصحابة حتّى سلّموا عليه بأمرة المؤمنين ، ثمّ قال : يا بلال ناد في النّاس أن لا يبقى
__________________
(١) الإحتجاج ج ١ ص ٣٦٩ في اجتجاجه على على زنديق.