في بعض وتعصون في بعض ، لأنكم ببعض كافرون وببعض مؤمنون ، ثم قال عزوجل : فما جزاء من يفعل منكم يا معشر اليهود ، الّا خزي وذل في الحيوة الدنيا ، جزية تضرب عليهم ، وتذل بها يوم القيامة تردّون الى أشدّ العذاب ، الى جنس اشدّ العذاب ، يتفاوت ذلك على قدر تفاوت معاصيهم ، (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) ، يعمل هؤلاء اليهود ، ثم وصفهم ، فقال عزوجل : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) ، رضوا بالدنيا وحطامها بدلا من نعيم الجنان المستحق بطاعات الله ، فلا يخفّف عنهم العذاب ولا ينصرهم أحد يرفع عنهم العذاب ، فقال رسول الله «ص» : لمّا نزلت هذه الآية في اليهود : هؤلاء اليهود نقضوا عهد الله وكذّبوا رسل الله ، وقتلوا أولياء الله ، افلا أنبئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الامة ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : قوم من أمّتي ينتحلون انهم من أهل ملّتي يقتلون افاضل ذريّتي ، وأطائب أمتي ، ويبدّلون شريعتي وسنّتي ويقتلون ولدي الحسن والحسين ، كما قتل اسلاف اليهود زكريّا ويحيى ، ألا وإنّ الله يلعنهم كما لعنهم ، ويبعث على بقايا ذراريهم قبل القيامة هاديا مهديا من ولد الحسين المظلوم يجرّ فيهم بسيوف اوليائه الى نار جهنم. ألا ولعن الله قتلة الحسين ومحبّيهم وناصريهم والساكتين عن لعنهم من غير تقية تسكتهم ، ألا وصلّى الله على الباكين على الحسين بن علي رحمة وشفقة واللاعنين لأعدائهم الممتلين عليهم غيظا وحنقا ، ألا وإنّ الراضين بقتل الحسين شركاء قتلتهم ، ألا وإنّ قتلتهم وأعوانهم واشياعهم المقتدين بهم براء من دين الله ، والله يأمر ملائكته المقرّبين أن يتلقوا دموعهم المصبوبة بقتل الحسين الى الخزّان في الجنان فيمزجونها بماء الحيوان فتزيد في عذوبتها وطيبها الف ضعف ، وإنّ الملائكة يتلقون دموع الفرحين الضاحكين لقتل الحسين فيلقونها في الهاوية ، ويمزجونها بحميمها وصديدها وغسّاقها فيزيد في شدّة حرارتها وعظيم عذابها الف ضعفها ، يشدّ بها