وقول لبيد (١) :
حتى إذا ألقت يدا فى كافر |
|
وأجنّ عورات الثّغور ظلامها (٢) |
يعنى الشمس تبدأ (٣) فى المغيب.
وضرب منه آخر قوله تعالى : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً) ، أى من قومه.
وقال العجاج :
تحت الذى اختار له الله الشّجر
أى من الشجر.
وضرب منه ما قال تعالى فى أول سورة الرحمن : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) وذكر قبل ذلك الإنسان ، ولم يذكر الجانّ ثم ذكره.
ومثله قول المثقب (٤) :
فما أدرى إذا يمّمت أرضا |
|
أريد الخير أيّهما يلينى |
أالخير الذى أنا أبتغيه |
|
أم الشر الذى هو يبتغينى |
فكنى عن الشر قبل ذكره ، ثم ذكره.
ومن الحذف قوله تعالى : (يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ) ، أراد يشترون الضلالة بالهدى. وقوله تعالى : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) ، أى أبقينا
__________________
(١) الشعر والشعراء : ٢٤٣ ، اللسان : ٦ ـ ٤٦٣.
(٢) الكافر : الليل لأنه يستر بظلمته كل شيء. وأجن عليه الليل : إذا أظلم. والثغور ، واحده ثغر : وذلك كل فرجة فى جبل أو بطن واد أو طريق مسلوك. قال فى اللسان ـ مادة كفر : إن لبيدا سرق هذا المعنى من قول ثعلبة بن صعيرة المازنى يصف الظليم والنعامة ورواحهما إلى بيضهما عند غروب الشمس وذلك بقوله :
فتذكرا ثقلا رثيدا بعد ما |
|
ألقت ذكاء يمينها فى كافر |
(٣) فى ط : تدأب ، وهذا عن اللسان.
(٤) المفضليات ٢ : ٩٢.