عزوجل أن يقوله ـ فقال أبو عبد الله (عليهالسلام) وهو الاسم الأعظم ـ فلما قال حزقيل ذلك الكلام نظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض فعادوا أحياء ينظر بعضهم إلى بعض يسبّحون الله عزوجل ويكبّرونه ويهلّلونه ، فقال حزقيل عند ذلك : أشهد أنّ الله على كلّ شيء قدير. قال عمر بن يزيد فقال أبو عبد الله (عليهالسلام) : فيهم نزلت هذه الآية».
أقول : سواء كان حزقيل من أوصياء بني إسرائيل كما عن بعض أو نبيا من أنبياء بني إسرائيل فإنّ له شأنا لمكان الاسم الأعظم الذي عنده ، فأصل الواقعة مما لا ينكر وإنّما ذكرت في القرآن للردع عن الاعتماد على النفس من كلّ جهة والحث على التوكل على الله تعالى ، وللتنبيه على أنّ إرادته تعالى قاهرة ومهيمنة على ما سواه كما مرّ في الآيات السابقة ويأتي في الآيات اللاحقة إن شاء الله تعالى. وعن عليّ (عليهالسلام) : «عند التقادير ضلت التدابير» فكم من هارب من بلية وهو واقع فيها بأشد مما فرّ منها. وأما محل الواقعة فسيأتي في البحث التاريخي ما يتعلق به.
هذا ، وإنّ رجلا من أمناء فرعون في مصر كان يدعى حزقيل أيضا وكان أول أمره نجارا وهو الذي سألته أم موسى (عليهالسلام) أن يصنع لها تابوتا صغيرا تضع فيه ابنها الوليد ثم ألقت بوليدها في النّهر وقد حبس لسانه عند ما أراد إفشاء سرّ موسى (عليهالسلام) وسيأتي في الآيات المناسبة تتمة الواقعة. ولكن لا يخفى أنّ حزقيل النبيّ غير هذا الرجل. كما أنّه غير ذي الكفل كما توهمه بعض.
الطبرسي في الاحتجاج في حديث عن الصادق (عليهالسلام) قال : «أحيا الله قوما خرجوا من أوطانهم هاربين من الطاعون لا يحصى عددهم فأماتهم الله دهرا طويلا حتّى بليت عظامهم وتقطعت أوصالهم وصاروا ترابا فبعث الله في وقت أحبّ أن يري خلقه قدرته نبيا يقال له (حزقيل) ، فدعاهم فاجتمعت أبدانهم ورجعت فيها أرواحهم وقاموا كهيئة يوم ماتوا لا يفتقدون من أعدادهم رجلا فعاشوا بعد ذلك دهرا طويلا».