سورة البقرة
الآية ٢٥٤
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٢٥٤))
أمر سبحانه وتعالى في ما تقدم بالإنفاق بأسلوب لطيف فيه التحبب والترغيب والعناية بالمنفقين وعقب هنا الأمر بالإنفاق للمؤمنين خاصة بأسلوب آخر فيه الترهيب وذلك لأنّ الآية الأولى كانت بعد الأمر بالقتال في سبيل الله تعالى وإخبار الأمم الماضين فالمقام يقتضي الترغيب إلّا أنّ هذه الآية وردت بعد اختلاف الأمم واقتتالهم بعد ما جاءتهم البينات فاقتضى الترهيب ، أو لاختلاف النفوس فإنّ أكثر الناس لا يفيدهم الترغيب إن لم يكن مقرونا بالترهيب ، فأمر سبحانه بالإنفاق قبل أن تنقطع الأسباب ويأتي يوم لا يرجى الا رحمته ولا ينفع الإنسان إلا ما قدمه في هذه الحياة وعدّ سبحانه وتعالى من لم يعمل بأحكامه وأوامره عزوجل من الكافرين الظالمين لأنفسهم المستوجبين للعقوبة والخذلان بسوء اختيارهم وخبث ضمائرهم.