والعرش» دفع لما يمكن أن يتوهم من أنّ السّموات والأرض وسعت الكرسيّ كما سأله زرارة نفسه في رواية أخرى.
والمراد بالعرش : سائر مخلوقاته عزوجل ، أي : العرش الجسماني ، وقوله (عليهالسلام) : «في جوف الكرسي» عبارة عن سعته للسّماوات والأرض وما فيهما كما تقدم في الرواية السابقة.
وأما حمل الأملاك الأربعة الكرسيّ فهو عبارة عن مظاهر قدرة الله تعالى لحمل كرسيّ العالم الجسماني فلا تنافي بين هذه الرواية وبين الآيات الدالة على ثبوت الحمل للعرش قال تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ) [غافر ـ ٧] ، وقال تعالى : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) [الحاقة ـ ١٧] ، ويأتي شرحها في موضعها وقريب من هذه الرواية ما ورد في الاحتجاج عن الصادق (عليهالسلام).
ومحصّل الكلام في العرش والكرسي أنّهما إما معنويان روحانيان أو جسمانيان أي عالم الأجسام ولا بد وأن يميّز بحسب القرائن بين الأقسام الأربعة لئلا يختلط بعضها ببعض ، والقرائن موجودة في نفس الأخبار لمن تأمل فيها.
في تفسير القمي عن الأصبغ بن نباته : «أنّ عليّا (عليهالسلام) سئل عن قول الله عزوجل : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) فقال : السّموات والأرض وما فيهما من مخلوق في جوف الكرسي وله أربعة أملاك يحملونه بإذن الله ـ الحديث ـ» ورواه العياشي أيضا.
أقول : تقدم ما يتعلّق به في الرواية السابقة.
في الكافي عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال : «جاءت زينب العطارة الحولاء إلى نساء النبي (صلىاللهعليهوآله) وبناته وكانت تبيع منهنّ العطر فجاء النبي (صلىاللهعليهوآله) وهي عندهنّ فقال (صلىاللهعليهوآله) : إذا أتيتنا طابت بيوتنا؟ فقالت : بيوتك بريحك أطيب يا رسول الله قال (صلىاللهعليهوآله) : فإذا بعت فأحسني ولا