والثانية : هي الصّفات التي لا بد في تصورها من شيء آخر مثل العلم والقدرة والرّحمة فإنّها لا يمكن تصويرها إلا مع المعلوم والمقدور والمرحوم.
والثالثة : هي الصّفات الإضافية المحضة في حدّ نفسها مثل الرازقية والحكيمية فإنّها إضافة محضة وزائدة على الذات عند الكلّ ، وهذه الأقسام الثلاثة تجري في صفات الإنسان أيضا.
التقسيم الثاني : صفة الذات وصفة الفعل وتقدم سابقا الفرق بين الصّفات الذاتية والصّفات الفعلية. وقلنا : إنّ كلّ صفة إذا صح الاتصاف بها وبنقيضها فهي صفة فعل مثل الرزق والخلق والإرادة وكلّ صفة لا يمكن سلبها عنه فهي صفة الذات ، لأنّها عين الذات فيه عزوجل فلا يمكن انفكاكها عنه تعالى وهي كثيرة مثل العلم والقدرة وغيرهما.
والتقسيم الثالث : الصّفات الجمالية (الكمالية) والصفات الجلالية. والأولى عبارة عن الصّفات الثبوتية ، والثانية عبارة عن الصّفات السلبية.
ويمكن إرجاعهما إلى شيء واحد ، فإنّ الأولى ـ أي الصّفات الثبوتية ـ ترجع إلى وجوب الوجود والتحقق ، والثانية ـ أي الصفات السلبية ـ إلى سلب الإمكان عنه تعالى فيسلبه عنه عزوجل فتنتفي جميع النواقص الواقعية والإدراكية.
والمستفاد من السنة الشريفة : أنّ الصّفات الثبوتية له تعالى ترجع إلى معنى عدمي لأنّ ثبوت شيء له تعالى نحو تحديد فنفوا (عليهمالسلام) عنه عزوجل حتّى هذه المرتبة من التحديد فيكون معنى «السميع والبصير» لا تخفى عليه المسموعات ، ولا تخفى عليه المبصرات ومعنى «الواحد والقادر» لا شريك له بوجه من الوجوه ولا يعجزه شيء وقد ورد نظيره في القرآن الكريم قال تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً) [الفاطر ـ ٤٤] ، فكما لا يمكن درك الذات كذلك لا يمكن درك حقيقة صفاته فإنّها «شيء لا كالأشياء».
التقسيم الرابع : بحسب العظمة والأعظم والأعظم الأعظم. ومن الأول