وميّز سبحانه في هاتين الآيتين بين تشريع الدّين فاعتبر أنّ معالمه واضحة وأعلامه جلية عالية فلا إكراه عليه ولا إجبار على الدخول فيه وبين بقائه فاعتبر فيه الاستمساك بالعروة الوثقى التي تجعل الدّين غضا طريا يؤمن عليه من تلبيس المنافقين وزيغ المعاندين ودسائس الكافرين ولا يمكن الانفكاك بين الأمرين والا استلزم الخلف فإنّ تشريع الدّين من دون الضمان على بقائه واستمراريته لا سيّما إذا كان خاتم الأديان الإلهية كان لغوا ولأجل ذلك كانت النبوة والولاية متلازمتين. ومن ذلك يعلم الوجه في بعض الأخبار التي تدل على جعل هاتين الآيتين من متممات الآية السابقة لأنّ بهما تتم أصول الدّين جميعها.