والحاصل : إنّه لا إكراه في الاستكمالات المعنوية مطلقا والآية الشريفة (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) تشير إلى أمر فطريّ عقلي ويرشد إليه قول عليّ (عليهالسلام) : «وأرسل الرسل ليذكّرهم منسيّ الفطرة وتثير لهم دفائن العقول» فيكون إرسال الرسل من النظام الأحسن كإخراج المعادن من الأرض.
وأما الإكراه على بعض العلوم والحرف والصنايع الدائرة في هذا العالم فإنّ ذلك لا يؤثر الأثر المطلوب فإنّ شوب تلك العلوم والمعارف بالماديات أخرجتها عن المعارف المعنوية ، فأين المعارف الربوبية التي تبقى في النفس إلى الأبد وتنفعه في عالم البرزخ والحشر والنشر والجنة وأين الصنايع الظاهرية المادية في أدقّ معانيها التي لا تبقى بعد انفصال الروح عن الجسم ، ولو عبّر عنها بأنّها جسمانية الحدوث وجسمانية البقاء لكان حسنا.
يضاف إلى ذلك أنّ الأسباب الظاهرية المجبر عليها شيء وكمال النفس على فرض كونه كمالا شيء آخر بينهما بون بعيد كما هو معلوم.