طير من تلك الطيور الأربعة خصلة مذمومة من العجب والحرص والكبر والشهوة ونحوها.
وهي تدل على أنّ المؤانسة مع أولياء الله تعالى توجب الاعتدال في النفوس فيكون قوله تعالى : (ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ) كناية عن العلوّ المعنوي الحاصل بمجرد هذه الإضافة وتصير الأشياء مسخرة تحت أمره.
وبالجملة : إنّ كلّ ما يقال في المكالمة بين الخليلين لا يمكن أن يجعل لها تحديد بأيّ وجه من الوجوه.
وقال بعض المفسرين : إنّ مورد الإحياء خصوص قلب إبراهيم (عليهالسلام) لأنّه وجد في قلبه محبة ولده فنزل قلبه منزلة الموتى فقال : (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى). ولكنّه مردود ، لأنّه لا يساعده دليل من العقل والنقل بل هو مخالف لمقام إبراهيم الخليل إن لم يكن سوء أدب بالنسبة إليه. نعم ، حبّ ولده يرجع إلى حبّ الله تعالى كما هو شأن الأنبياء والمخلصين وذلك لا يوجب إماتة القلب.