الله هو الغنيّ المطلق ، والثاني ظلم وهو قبيح بالنسبة إليه تعالى ، فيتعيّن الثالث مع تحقق الشرائط وفقد الموانع فالقضية من قبيل القضايا التي قياساتها معها.
قوله تعالى : (وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ).
بيان لعلة رجوع نفع الخير إلى نفس المنفق إذا كان لوجه الله تعالى فإذا كانت الغاية هي وجه الله تعالى دون غيره ففيه النفع العظيم ويعود إلى المنفق وإلا كان وبالا وحسرة.
والجملة خبر بمعنى النهي ، أي : لا تنفقوا الا لوجهه عزوجل أو حال عن ضمير الخطاب وعامل متعلّق الظرف أي : إنّ النفع يعود إلى أنفسكم في حال ابتغاء وجه الله به.
قوله تعالى : (وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ).
تثبيت للمدعى ببيان أوفى. ولفظ (يُوَفَ) ظاهر في تأكد الوفاء ، وأنّ الأمر من الحقايق التي لا تقبل الشك والوهم ، فهو تعالى يفي بما وعد به من الثواب في الدنيا والآخرة ، كما وكيفا ومن سائر الجهات.
وإنّما أبهم الفاعل في قوله تعالى : (يُوَفَ) لبيان أنّ الغرض من الانتفاع يعود إلى الفاعلين للإنفاق وليس هناك فاعل غيرهم.
وذكر بعض المفسرين أنّ هذه الجملة (يُوَفَّ إِلَيْكُمْ) مختصة بالآخرة فإنّ مثوبة الإنفاق توفى إليكم في الآخرة.
قوله تعالى : (وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ).
أي : لا تظلمون في شيء من أمر الإنفاق لا في أصله ولا في نقصان الجزاء ولا في تأخيره عن محلّ الحاجة ، ولا سائر خصوصياته فما تريدون وتطمئنون إليه من الربح والزيادة واصل إليكم ولا ينقص منه شيء.
٢٧٣ ـ قوله تعالى : (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ).
مادة (حصر) تأتي بمعنى الضيق والمنع بلا فرق بين مناشئهما بحسب