مبغوضية الرياء واستلزامه بطلان العمل ويكون المرائي آثما سواء تعلق الرياء بجميع العمل أم بجزء من أجزائه أم بشرط من شروطه هذا إذا كان العمل عباديا ، وأما إذا لم يكن المورد عبادة ولم يعتبر في تحققه قصد القربة فإنّه لا يوجب البطلان ولكنّه يوجب الحرمان عن الثواب.
وهو من رذائل الأخلاق ومن الصفات الخبيثة جدّا ينافي الاستكمالات مطلقا وإنّه يرجع إلى إراءة غير الواقع بصورة الواقع ، ويجتمع فيه أنواع من الأخلاق الذميمة ، والصفات الرذيلة ، كالغش والمكر والخديعة وغير ذلك ولعل تعدد أسمائه في السنة المقدسة كما تقدم لأجل تعدد مصاديقه ، فهو من المقبحات الذاتية سواء كان بين الخلق بعضهم مع بعض أو بين الخلق والخالق فإنّ قبحه أعظم وأشنع ، وقد كنّي في علم الأخلاق ب (ام الخبائث) كما كنّي الخمر بذلك.
الثامن : يستفاد من قوله تعالى : (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ) أنّ الحق نوعيّ لا أن يكون شخصيّا فليس للفقير أن يأخذ الخبيث ولا تبرأ ذمة المالك بذلك ، وإطلاق الآية الشريفة يشمل الصّدقات الواجبة والصّدقات المندوبة.
التاسع : إطلاق قوله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ) ـ الآية يشمل المباشرة والتسبيب كما يشمل جميع أنحاء الإبداء والإخفاء سواء كان في جميع الصّدقات أو في البعض ، وتقدم أنّ الإبداء في الصّدقات الواجبة والإخفاء في غيرها.